BREAKING NEWS

Find Us On Facebook

الاثنين، 21 سبتمبر 2015

زيارة نتنياهو إلى روسيا

تجري زيارة رئيس الوزراء إلى موسكو غدا (اليوم) على خلفية صعود درجة هامة في مستوى التواجد الروسي العسكري في سوريا. فالخطوة الروسية تستهدف انقاذ نظام الاسد إلى الانهيار. تبدو روسيا بانها اللاعب القوي الوحيد المؤيد لبقائه بلا تحفظ ـ رغم أنه ليس واضحا بعد كيف تعتزم تحقيق هذا الهدف. هل من خلال التوجيه الواسع للمجندين الجدد للصفوف المتناقصة للجيش السوري؟ هل من خلال تسليح وحدات عسكرية لإيران وحزب الله بسلاح متطور؟ إلى أين يقود الرئيس بوتين؟
لا بد ان نتنياهو سيطلع في اثناء زيارته على نوايا بوتين ويعرض أمامه سياسة إسرائيل ومطالبها لترتيب مستقبل سوريا. وتتشارك إسرائيل وروسيا على حد سواء في التقدير بأن إيران وحزب الله حتى معا غير قادرين على انقاذ نظام الاسد رغم تدخلهما المباشر وطويل الامد في القتال. ويرز ضعفهما على خلفية فشلهما المشترك ويثير في روسيا علامات استفهام حول مسألة جودتهما كحليفين على الارض. اما إسرائيل من جهتها فقد أبدت تصميما على عدم السماح بنشاط من إيران وحزب الله في هضبة الجولان، ولا بد أن هذا الجانب لا يخفى عن ناظر بوتين وهو ملزم بان يأخذ ذلك بالحسبان عند رسم سياسته في سوريا.
الى جانب زيارة نتنياهو إلى موسكو يمكن أن نلاحظ تراكض القوى العظمى بين الولايات المتحدة وروسيا. فبعد رصاصة البدء التي أطلقتها موسكو، بدأت واشنطن تصمم رد فعل من جهتها ـ فهي تشارك منذ زمن ما في اعمال القتال من الجو ضد داعش في المجال الجوي القريب من سوريا. وذلك اضافة إلى البعد الاستراتيجي الاوسع للصراع العتيق بين القوتين العظميين على مجال النفوذ في الشرق الاوسط.
في الجانبين توجد رغبة في منع التدهور، ومن هنا القرار لاجراء اتصالات امنية ـ عسكرية فورية كفيلة بان تتسع لتصبح مفاوضات على مستقبل سوريا، بما في ذلك مسألة التواجد الإيراني في اراضيها. ولعل تشجيع الولايات المتحدة على الدخول في مفاوضات استراتيجية لتحقيق حل شامل لسوريا كان الهدف الحقيقي للمناورة الروسية؟ فوزير الخارجية الأمريكي يلمح باستعداد بلاده للصعود إلى هذا المسار. ولإسرائيل في ذلك مصلحة واضحة.
يفيد سلوك بوتين في الازمات الخارجية بانه يخطط خطوة إثر خطوة في ظل الحفاظ على الخيارات للالتفافات السريعة التي تمليها الاحداث غير المتوقعة على الارض.
في 2013، عندما بدأ السوريون باستخدام السلاح الكيميائي في الحرب الاهلية، كان الرئيس الأمريكي اوباما مطالبا بان يسدد التزامه في أنه يرى في ذلك اجتيازا «لخط احمر». وفيما كان ينظر في خطواته، نشر بوتين مقالا في «نيويورك تايمز» قال فيه ان مرتكبي الجريمة هم جهات من المعارضة، بل واضاف بانه توجد معلومات بانهم سيستخدمون هذا السلاح ضد إسرائيل في المستقبل.
وبدأ اوباما ينشر وسائل قتالية استراتيجية بهدف قصف مخزونات السلاح الكيميائي، وفي غضون وقت قصير غير بوتين رأيه وبادر مع اوباما إلى خطوة لنزع السلاح من يد الاسد، تحت رعاية دولية. وفي اطار ذلك نسي التهديد على إسرائيل، والذي تبين كخطوة تضليل.
أهداف بوتين، تتلخص في انقاذ الاسد الرجل، المحفوظ قريبا من صدره. ولا بد أنه سيرغب في الوقوف على توقعات إسرائيل التي لا يمكنه ان يتجاهلها.
وواشنطن هي الاخرى ستتابع اللقاء ونتائجه، كي تفهم إلى أين يتجه رئيس الوزراء. فهل سيعنى بالفوري فقط ـ رفع مستوى السلاح الروسي الذي اعطي للسوريين، للإيرانيين ولحزب الله والحفاظ على التفوق النوعي لإسرائيل في السلاح في كل وضع؟ هل سيضع إسرائيل كلاعب نشط وقوي يجب أن تؤخذ احتياجاته الاستراتيجية بالحسبان، ولا سيما بالنسبة لإيران؟
في كل الاحوال، فان الحوار المتسع بين الولايات المتحدة وروسيا يلزم إسرائيل إلا تأخذ صورة اللاعب المحايد بين القوى العظمى المتصارعة في الشرق الاوسط. فالتحالف الإسرائيلي ـ الأمريكي يسير في اتجاهين، وعندما سيبحث في رفع مستوى التفوق النوعي اللازم لإسرائيل بالوسائل القتالية وبالاحتياجات الاستراتيجية في لقاء تشرين الثاني في البيت الابيض، محظور ان يكون شك في الالتزام الأمريكي تجاه حليفتها. وعندما يدور الحديث عن سوريا سيكون من المهم ان تحرص الولايات المتحدة على إسرائيل، مثلما تحرص روسيا على إيران.
اللقاء في موسكو قد يؤثر على الطريقة التي يستقبل فيها رئيس الوزراء في واشنطن ـ كحليف ام كزبون. ونذكر ان الرئيس بوتين يقدر ويثمن إسرائيل قوية.

إرسال تعليق

 
copyright © 2014 aha أحا Powered By Blogger.