أفادت مصادر من المقاومة الشعبية اليمنية أمس الأحد، باستمرار الحوثيين في قصف الأحياء السكنية بشكل عشوائي وعنيف في محافظة تعز 256/ كم جنوب صنعاء.
وقالت المصادر إن القصف تركز على أحياء الدحي وصينة والكشار في منطقة صبر إلى جانب حي ثعبات.
ولفتت إلى أن حصيلة القتلى والجرحى في صفوف المدنيين تتزايد بين فترة وأخرى جراء القصف المتواصل.
وفي السياق ذاته، أوضحت المصادر أن الاشتباكات المسلحة لا تزال مستمرة منذ السبت وحتى الآن بين الحوثيين المدعومين بالقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح، والمقاومة الشعبية في منطقة الدحي.
وأشارت إلى أن الحوثيين وقوات صالح شنوا عدة هجمات على تلك المنطقة في محاولة منهم للتقدم نحوها إلا أن «المقاومة صدت تلك الهجمات وأجبرتهم على التراجع بعد سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم».
وبحسب المصادر، فإن طيران التحالف الذي تقوده السعودية شن عدة غارات في وقت مبكّر أمس على أحد المواقع التي يتمركز فيها الحوثيون وقوات صالح في منطقة الكسارة غرب تعز، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
كما استهدف الطيران مواقع تمركز الحوثيين وقوات صالح في مصنع الحاشدي بالجند و مفرق الذكرة إلى جانب مدخل منطقة العماقي بالحوبان.
وتفاقمت الأوضاع الانسانية بشكل كبير في محافظة تعز جراء استمرار المواجهات بين الطرفين، إلى جانب استمرار تضييق الخناق على المدينة من قبل الحوثيين وقوات صالح على الرغم من استهدافهم بشكل مستمر من قبل طيران التحالف.
وقالت وسائل إعلام سعودية أمس الأحد إن التحالف بقيادة السعودية نفى قصف طائراته لمقر إقامة السفير العماني في العاصمة اليمنية صنعاء التي يشن عليها ضربات جوية منذ شهور ودعا إلى إجراء تحقيق.
وكانت وزارة الخارجية العمانية استدعت السفير السعودي لدى مسقط السبت وسلمته رسالة احتجاج على الضربات الجوية التي قالت وكالة الأنباء العمانية إنها استهدفت مقر إقامة سفير عمان لدى اليمن. ونقل عن المتحدث باسم التحالف العميد أحمد عسيري قوله إن الضربات الجوية السبت استهدفت مبنى وزارة الداخلية اليمنية وليس مقر إقامة السفير العماني.
وقالت إن المبنى تحول إلى مركز للعمليات العسكرية للحوثيين المتحالفين مع إيران والذين يسيطرون على العاصمة اليمنية وأجزاء كبيرة من البلاد. ونقل عن عسيري قوله إن التحالف يرحب بإجراء تحقيق ويشير إلى أن منزل السفير ربما قصف بقذيفة مورتر أطلقها الحوثيون.
وقال «الإنسان قادر في اللحظة الأولى أن يفرق بين استهداف الموقع بقذيفة هاون أو بواسطة طائرة حربية».
والتزمت سلطنة عمان وهي واحدة من دول مجلس التعاون الخليجي الست الحياد في الصراع في اليمن واستضافت محادثات بوساطة الأمم المتحدة بين الحوثيين وحكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وقال سكان إن نحو عشر ضربات جوية شنت على مبنى وزارة الداخلية في شمال العاصمة ومعسكر للشرطة قريب منه ومبنى عسكري.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون أمس الأحد إن إجمالي عدد القتلى في الضربات الجوية السبت ارتفع إلى 40 شخصا كما أصيب 130 آخرون مما دفع وزارة الصحة إلى توجيه نداء عاجل للحصول على إمدادات طبية.
وتحدث سكان صنعاء أمس الأحد عن ليلة هادئة ولكن مسؤولين محليين في محافظة إب بوسط البلاد قالوا إن عشرة أشخاص قتلوا وأصيب 15 في ضربات جوية استهدفت مجمعا حكوميا مخصصا لقتال تنظيم القاعدة.
وقال مصدر عسكري موالٍ للرئيس عبدربه منصور هادي، إن مروحية تابعة للتحالف العربي هبطت هبوطاً اضطراريا.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «الطائرة تعطلت مروحيتها، وهبطت اضطراريا، دون وقوع إصابات بين أفراد طاقمها(لم يبين عددهم)».
ولم تعلن قيادة التحالف عبر بيان رسمي، حتى الساعة 13.30 تغ عن سقوط المروحية.
بدورها، أعلنت جماعة «الحوثي»، في وقت لاحق، تبنيها لاسقاط طائرة أباتشي(مروحية) تابعة للتحالف في منطقة صافر بمأرب.
ونقلت وكالة سبأ، التي يسيطر عليها الحوثيون، على لسان مصدر عسكري، لم تسمّه، إن الجيش الموالي لهم استهدف «الأباتشي» بصاروخ موجه أصابها مباشرة وسقطت بمنطقة صافر(10 كم عن مدينة مأرب)، التي تخضع لسيطرة عناصر «المقاومة الشعبية»، الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، والتحالف العربي الذي تقوده السعودية.
وفي السياق، قال مصدر سياسي، إن «وفدًا من الحوثيين وحزب الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، غادر أمس الأحد، صنعاء متوجها إلى العاصمة العمانية مسقط، من أجل لقاء المبعوث الأممي إلى اليمن «إسماعيل ولد الشيخ أحمد»، واستئناف المفاوضات حول الأزمة في البلاد.
وذكر المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن الوفد الحوثي يتكون من الناطق الرسمي للجماعة «محمد عبد السلام» ومدير مكتب زعيم الحوثيين «مهدي المشاط» إضافة إلى «عارف الزوكا» الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه صالح.
وأوضح أن «وفد الحوثيين كان قد التقى في وقت سابق أمس الأحد، السفير الروسي في صنعاء، في إطار المساعي التي تبذلها موسكو لوقف الحرب».
وتأتي عودة الحوثيين إلى مسقط مجددًا، بعد اتصال هاتفي أجراه ولد الشيخ أحمد، مع نائب وزير الخارجية الإيراني «حسين عبد اللهيان» طالب فيه المبعوث الدولي «كافة الأطراف الأجنبية والداخلية المؤثرة في اليمن» دعم الحوار، وفقًا لما نقلته وكالة أنباء فارس الإيرانية.
وكانت الحكومة اليمنية قد وافقت على مشاركتها في مفاوضات مباشرة مع الحوثيين في مسقط، قبل أن تتراجع وتطالب باعترافهم بالقرار الأممي 2216، الذي ينص على انسحابهم من المدن وتسليم السلاح الذي سيطروا عليه من الدولة. وافرج المتمردون الحوثيون الأحد عن ستة أجانب كانوا يحتجزونهم، بينهم ثلاثة أمريكيين وسعوديان وبريطاني، فيما توجه الأجانب المفرج عنهم برفقة وفد تابع للحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح، إلى مسقط بحسبما افادت مصادر امنية واخرى من الحوثيين.
وقال مسؤول في التمرد ان الحوثيين «افرجوا عن ستة رهائن هم ثلاثة أمريكيين وسعوديان وبريطاني، وهم على متن طائرة عمانية تتجه إلى مسقط».
من جانبه، قال مصدر امني ان «ستة اجانب على متن طائرة تتجه إلى مسقط برفقة الوفد الحوثي والمؤتمر» الشعبي العام الذي يتزعمه صالح، الذي توجه إلى العاصمة العمانية للمشاركة في محادثات برعاية الأمم المتحدة حول النزاع في اليمن.
وفي مطار صنعاء، قال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام، وهو جزء من الوفد المتجه إلى مسقط، ان تسليم الاجانب إلى عمان ممكن
واكدت مصادر متطابقة ان الاجانب الستة كانوا محتجزين في اليمن منذ ستة أشهر.
وكان صحافي أمريكي يعتقد انه كان محتجزا لدى المتمردين الحوثيين، سلم إلى سلطنة عمان في مطلع حزيران/يونيو مع مواطن سنغافوري.
وكان الصحافي كيسي كومبز يغطي الاحداث في اليمن منذ 2012.
وافادت صحيفة «واشنطن بوست» في وقت سابق هذا الشهر ان ثلاثة أمريكيين محتجزون في اليمن لدى الحوثيين، واشارت بشكل خاص إلى سكوت دار، وهو موظف في الخامسة والاربعين من عمره.
وسبق أن اكدت سلطنة عمان في اكثر من مناسبة على دورها كوسيط متكتم وفعال جدا، بما في ذلك عبر دورها في المساعدة على تأمين اطلاق سراح الرهينة الفرنسية ايزابيل بريم التي كانت مختطفة في اليمن منذ شباط/فبراير.
وسلطنة عمان هي الوحيدة بين دول مجلس التعاون الخليجي الست التي لا تشارك في التحالف العسكري بقيادة السعودية ضد الحوثيين وحلفائهم في اليمن منذ اذار/مارس.
وتحافظ السلطنة على علاقات جيدة مع السعودية وإيران في آن، الدولتان اللتان تتنافسان على النفوذ في المنطقة.
إلى ذلك أكد مصدر رئاسي يمني أن الرئيس عدربه منصور هادي سيعود إلى عدن صباح عيد الأضحى الخميس المقبل وأن نجله وقائد حرسه قد وصلوا إلى عدن لإجراء الترتيبات اللازمة لعودته.
وأوضح أن قائد قوات الحماية الرئاسية العقيد ناصر هادي، نجل الرئيس عبدربه منصور هادي وصل إلى العاصمة المؤقتة عدن للإشراف على الترتيبات الأمنية لعودة والده.
ولم يؤكد المصدر الرئاسي عما إذا كان هادي سيستقر في عدن عقب هذه العودة التي تعد الأولى له منذ مغادرته عدن في آذار (مارس) الماضي أم أنها ستكون زيارة خاطفة لتطمين الشارع اليمني بأن القيادة السياسية إلى جانبه رغم كل المحن التييمر بها اليمن واليمنيون في ظل الحرب الدائرة فيه منذ مطلع العام الجاري في أغلب المحافظات الرئيسية.
وأشار مراقبون إلى أن عودة هادي ربما تأتي في إطار امتصاص غضب الشارع اليمني على الأداء الضعيف لهادي وعدم تفاعله الكبير مع الوضع الانساني الصعب وايضا الغموض في مواقفه حيال الوضع العسكري في مدينة تعز، التي تتعرض لحملة عسكرية شديدة من قبل الميليشيا الحوثية وقوات الرئيس السابق علي صالح.
وعلى الرغم من الوعود المتكررة التي أعلنها هادي وحكومته بشأن قرب معركة الحسم في تعز وأيضا الوعود منذ عدة شهور بشأن الدعم النوعي للمقاومة الشعبية ووحدات الجيش الوطني فيها، غير أن أيا من ذلك لم يتحقق ولم يف هادي بوعوده وهو ما أصاب جزءا كبيرا من الشارع بإحباط كبير وبالذات في ظل المجازر المتكررة التي ترتكبها الميليشيا الحوثية في تعز في الأحياء المكتضة بالسكان.
وكانت آخر هذه المجازر التي ارتكبتها الميليشيا الحوثية في تعز أمس الأول، حيث أطلقت قذائف صاروخية ومدفعية ثقيلة على حي المسبح السكني والتجاري، واستهدفت بعض قذائفهم الصاروخية مركزا تجاريا لللابس مكتظا بالمشترين مع قرب حلول عيد الأضحى، وكذا على بعض المحال التجارية المجاورة له.
وذكرت المصادر أنه سقط جراء القصف الحوثي العشوائي والعنيف على حي المسبح العشرات من القتلى والجرحى المدنيين بينهم نساء وأطفال والى دمار العديد من المنشآت المدنية والمباني السكنية والتجارية.